shimery.com
New Page 1
 
shimery.com



سفارة اليمن بمصر


مقالات                      

تفاصيل المقالة
يكفيك داء الحب 
  إفتتاحيات مجلة المثقف العربي

  افتتاحية العدد38    صدر بتاريخ (2004)


من حب، فعف، فقتل، فهو شهيد

بقلم: د. عبد الولي الشميري صاحب السمو، والجلالة، والفخامة من المحيط إلى الخليج...
تحية العشق، والصدق، وبعد...
إن كل مريض يتمنى الشفاء، إلا مريض الحبِّ، فإنه سعيد بدائه، يكره الشفاء، وينعم بعذاب الغرام، وكلما مر عليه من عمره عام تمنَّى لو يعود عليه بأعوام. إن قيس مجنون ليلى العامرية قد خلده الحبُّ في كل كتب المحبين، وطارت أخباره، وترجمت أشعاره إلى معظم لغات العالم، رغم أنه لم يعان من شقاء الحبِّ، وجنون الغرام ما تعانيه جلالتك، سموك، فخامتك.
إن حبك، وعشقك، وغرامك أشد معاناةٍ وأكثر آلامًا، أنت الذي تبقى عقودًا من السنين، وحتى النفس الأخير مخلصًا، وفيًّا لها، تناضل من أجل دوام الوصال، ودوام الاتصال، وترضى بحياة السجن المتنقل في حراسةٍ مشددةٍ مدججة بأسلحةٍ فتاكةٍ تقيد حريتك، وتمنعك من التمتع بحقوقك الشخصية، كأي مواطن آخر سلم من داء الحبِّ.
فحبك وإخلاصك لمحبوبتك حرماك – يا عيني – من حقوقك في الجلوس مع غير المحبين لها على كراسي المطاعم، وفي القهاوى، وركوب سيارات الأجرة، واختيار ملابسك من الباعة، وحرية التسوق، والخلوة مع نفسك في ظل أي شجرةٍ. إذا كان صاحبُ الفخامة "صدام" أوفى العاشقين قد اقتيد إلى المحاكمة العلنية مكبلاً في سبيل حبيبته، وقد يشنق، فأنت سجين آخر مدى الحياة من أجل الحب، ومكبلا بقيود غير مرئيةٍ مثل الخوف، والضغط، والقلق، وعيون العواذل.
ومن أحاديث العاشقين الصحيحة في كتاب المغرمين " من حبَّ فعفَّ فمات فهو شهيد" ولسان حالك يقول:

يقولون ليلى في العراق مريضةٌ ________________________
تراني إذا صليت يممت نحوها ________________________
وما بي إشراق ولكن حبها ________________________
أحب من الأسماء ما وافق اسمها ________________________

 

فياليتني كنت الطبيب المداويا ________________________
بوجهي وإن كان المصلى ورائيا ________________________
وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا ________________________
أو أشبهه أو كان منه مدانيا ________________________

إنك – يا سيدي - لا تريد شفاءً من داء هذا الحبِّ مدى حياتك، بل في سبيل الحبيبة، والوفاء لها تود أن تفديها بأبنائك، وأحفادك، وأحفاد أحفادك؛ ليعيشوا في سجنها مثلك.

إن الغرام إذا استولى على بشرٍ ________________________

 

أمسى هو الأهل، والأموال، والولد ________________________

كذب كل العاشقين إذا ادعو أنهم أكثر منك تضحية من أجل الحبِّ، وكل عقاقير الديموقراطية، وميكروبات التعددية السياسية، إنما هي وصفات كتبت لغرض التداول، ومن يخلص لحبيبته لا يقبل أن يتداولها العشاق، فالحبيبة لا تصلح أن تتحول إلى بغيِّ، ولا عاهر.
إن الذين يطالبونك بالتخلي عن هذا الحبِّ وعدم التضحية من أجل المحبوبة، لا يعلمون معنى الوفاء، ولا يدركون لذة التضحية والعذاب في سبيل العشق، نعم يلومونك، ويسخرون من عشقك لأنهم لم يتذوقوا لذة الغرام، فردد في وجههم معي:

يلومني كل قاس القلب ينصحني ________________________
دعوا لأهل الهوى العذري مذهبهم ________________________

 

والنصح من مثله في ملتي حسد ________________________
ولا تكلف نفسي فوق ما تجد ________________________

إن التقارير الطبية المغرضة لمنظمات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، ومراكز مراقبات الديموقراطية كلها تقارير مغرضة، تسيء فهم درجة الحب، وتريد منك أن تفارق ليلى بعد معاناتك من أجلها طويلاً، وتضحيتك في سبيلها بكل غالٍ ونفيس منذ نعومة أظفارك وأظفارها، لولا خوفك عليها من العابثين، وخشيتك عليها من أصحاب النفوس الدنيئة لأطلقت سراحها، ولكن كيف؟
هي القلب ونبضاته، وهي الروح ونفساتها.
كل شيء إلا فراق المحبوب، وهذا شعبك العظيم يردد:

فلم تك تصلح إلا له ________________________
ولو رامها أحدٌ غيره ________________________

 

ولم يك يصلح إلا لها ________________________
لزلزت الأرض زلزالها ________________________

دم سيدي محبًّا مخلصًا، مضحيًا بنفسك، وأهلك، ومالك، وولدك، وأحفادك فالحب تضحيةٌ ووفاء، ولابد لسحابة الصيف العابرة المسمى بالديموقراطية، أن تنقشع عن سماء العاشقين.
وكل عام وأنتم بخير...

 
  رجوع 
shimery.com
مقالات | ألبوم الصور | مؤتمرات | لقاءات صحفية | نشاط ثقافي
لمراسلة موقع السفير راسلنا علي
info@shemiry.com